أثارت قضية الطبيعة الحقيقية للصهيونية الاهتمام العالمي من جديد عندما صدر
في العاشر من نوفمبر عام ١٩٧٥ قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم ۳۳۷۹
( الدورة (۳۰) الذي ينص على أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز
العنصري ) (۱) ويعتبر تبني هذا القرار المرة الأولى التي ترفض فيها غالبية
أعضاء الأسرة الدولية بشكل صريح العرض التقليدي للحركة الصهيونيةعلى أنها ( حركة التحرير الوطني للشعب اليهودي ) (٢) .
لقد كتب الكثير عن الصهيونية منذ ظهورها في أوروبا الغربية في نهاية القرن
التاسع عشر كحركة سياسية منظمة بين اليهود ، لكن معظم هذه الدراسات بقيت
محدودة في مداها ومحتواها وهي كتابات غير موضوعية لأنها كتبت بأقلام
صهيونيين ملتزمين . وكانت
المطبوعات ، التي صدرت بهذا الشأن تلقى دعما مستمرا من منظمات صهيونية في الغالب ، تهدف إلى أحد أمرين :
- إما تبرير الموقف الصهيوني أمام اليهودية العالمية أو حشد الرأي العام العالمي غير اليهودي لصالح الحركة الصهيونية (٣)
- إن أية دراسة صحيحة وشاملة للصهيونية ينبغي ألا تقتصر على تتبع ظهور الفكرة الصهيونية بين اليهود في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.